سورة المعارج

مقدمة سورة المعارج:

سورة المعارج من السور المفصل المكية التي نزلت قبل هجرة النبي للمدينة المنورة، تقع السورة بالحزب السابع والخمسين في الجزء التاسع والعشرين، نزلت قبل سورة النبأ وبعد سورة الحاقة، وترتيبها في سور المصحف الشريف السورة السبعون، ويبلغ عدد أياتها أربعا وأربعين أية.

 

ماهي ولماذا سميت سورة المعارج:

بدأت سورة المعارج بالفعل الماضي، حيث تدل على الأخبار على نبأ حدث وانتهي في الماضي، وهي مثل باقي السور المكية التي تدور حول أصول العقيدة الأسلامية وما يتعلق بها من تصديق للنبي صل الله علىه وسلم، وبيان مدي صدق رسالته، والاخبار بأهوال وأحوال يوم القيامة، وتتحدث عن البعث والحساب والثواب والعقاب، وتتكلم عن كفار قريش، وعن تكذيبهم لرسول الله.

سميت سورة المعارج بهذا الأسم لورود كلمة المعارج بها وايضا لفظ تعرج بها، وهو وصف للملائكة أثناء عروجها وصعودها للسماء، حيث قال تعالى بها( تعرج الملائكة والروح اليه).

عرفت السورة أسماء  اخرى ، حيث ذكرت في العديد   من كتب التفسير وأهل العلم باسم سورة سأل سائل ويكون نسبة للأية الأولي بها، وايضا تعرف باسم سورة الواقع، وهذا لأن كلمة واقع ذكرت بها، كما تعرف باسم سورة سأل، لأنها السور الوحيدة بالقرآن كاملا التي بدأت بالفعل سأل.

 

محتويات سورة المعارج:

سورة المعارج بدات حديثها بالكلام عن أهل مكة المكرمة عن طاعة رسول الله صل الله علىه وسلم، وعن مدي استهزائهم بالعذاب الذي وعدهم عزوجل به، وبعدها بدأت بالحديث عن الكفار والمكذبين وعن العذاب الذي سيحل بهم، وعقابهم في الأخرة بسبب تكذيبهم لرسول الله، والاستهزاء به وبرسالته وعدم  تصديقها

تصف السورة نار جهنم بانها ستدعو الكافر المجرم ليتلقي عقابه بها، وكل من كذب وكفر، وبخل وابتعد عن أوامر الله، وكان قاصد لعصية الله، وابتعد عن طاعته.

ذكرت السورة صفات الانسان  الطبيعية التي تكون من طبيعته، أهمها  انه يجزع عندما يصيبه مكروه، ولا يشكر الله تعالى على نعمه التي انعم عليه بها، ويستثني من ذلك  المؤمنين بالله حق الأيمان، وذكرت صفاتهم التي يحبها الله تعالى فيهم، وانهم على صلاتهم دائمون محافظون مؤديون لها في أوقاتها، وفي أموالهم دائما ما يكون نصيب للفقراء والمحتاجين وفي كل أوجه البر والانفاق.

وفي نهاية السورة تكلمت عن مدي طمع وجشاعة الكافرين، وانهم يطمحون لدخول الجنة، على الرغم من كل هذه الأعمال التي اقترفتها ايديهم، ولكن هيهات لهم بدخولهم الجنة، وتوعدتهم بالعذاب الأليم في الأخرة، وهذا كله بسبب عنادهم، وكفرهم، وتكذيبهم على رسول الله، فكيف لهم  بدخول الجنة بعد ذلك

 

فضل سورة المعارج:

العديد من الأدلة والأحاديث التي قالت في فضل سورة المعارج، ولكنها جميعها أحاديث ضعيفة وموضوعه ولا أصل لها، ولكن يكمن فضل هذه السورة فيما جاءت بها من أحكام، وما بينت ووضحت من معاني وأيات تبهر العقول وتعجز الجميع.

تحتوي السورة على العديد من الأحكام والاوامر أنزلها الله  تعالى على عباده المسلمين في كتابه الكريم، ليقوموا بها، ولهم الثواب من الله في الأخرة على طاعتهم به، من اهمها انها حثتهم على تزكية النفس، والتزم صفات المؤمنين بها، واخذ العبرة والاعتبار والعظة ممن سبقوهم.

 

خصائص سورة المعارج:

سورة المعارج تكلمت عن يوم القيامة وما يحدث به، وذكرت ان اليوم مقداره خمسون الف سنة، وهو يوم القيامة، وهذا ما أكده الحديث الشريف عن ابو هريرة رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله علىه وسلم- قال: “ما مِن صاحِبِ ذهَبٍ ولَا فضَّةٍ لا يؤَدِّي منْهَا حقَّهَا إلَّا إذَا كانَ يومُ القيَامَةِ صفِّحَتْ لهُ صفائِحُ منْ نارٍ، فأُحمِيَ علىهَا في نارِ جهنَّمَ، فيكْوَى بهَا جنبُهُ وجبِينُهُ وظهْرُهُ، كلَّما بردَتْ أعيدَتْ لهُ، في يومٍ كانَ مقدَارُهُ خمسِينَ ألفَ سنةٍ، حتَّى يقضَى بينَ العبَادِ فيرَى سبِيلَهُ إمَّا إلَى الجنَّةِ وإمَّا إلى النَّارِ”

وروي ابن عباس حيث قال  “هذا يومُ القيامة، جعله الله على الكافرين مقدار خمسينَ ألفَ سنة”

 

أسباب نزول سورة المعارج:

سبب نزول سور القرآن الكريم تختلف من سورة لاخرى، هناك بعض السور المتفق على سبب نزولها من كافة علماء الدين، وبعض السور اختلفوا في سبب نزولها، نزلت سورة المعارج في النضر بن الحارث الذي كان يقول بأن محمد يخوفنا ويهددنا بالعذاب في الدنيا والأخره، فلماذا ننتظره؟ اي انه استعجل العذاب ودعا على نفسه به كما أخبرنا القرآن الكريم بذلك، فأنزل الله عزوجل بهم العذاب الذين استعجلوه يوم غزو بدر، فقتل صبرا ثم نزلت فيه الأيات(سأل سائل…).

كما بها بعض الأيات التي نزلت في مشركي قريش ممن كانوا يسمعون رسول الله، ولا ينتفعون بحديثه، ويقولون عن المسلمين لو دخل هؤلاء الجنه لندخلها قبلهم وليكونن لما في أكبر الحظ والنصيب، فنزلت الأية( أيطمع كل أمرئ منهم ان يدخل جنة نعيم)

 

سورة المعارج:

سورة المعارج من السور القرآنية التي لها فضل كبير، فالمسلم بقرائتها يزداد تقربا من الله، وترتفع درجاته في الأخرة، وتزيد المثوبة من عند الله على قرأتها مثل باقي السور القرآنية، فالحرف الواحد منها بحسنة، والحسنة بعشر أمثالها، ولكن لم يذكر بها فضل خاص يتعلق بها.