Business is booming.

سورة الروم

30 - سُوۡرَةُ الرُّوم / Surah Al-Room

0 593

مقدمة سورة الروم:

سورة الروم من السور المكية التي نزلت على رسول الله صل الله عليه وسلم في مكة المكرمة، ولكن الأية رقم 17 فقطنزلت في المدينة المنورة، ويقع ترتيبها برقم الثلاثون في المصحف الشريف، تقع سورة الروم بالجزء الحادي والعشرين، بالحزب الحادي والأربعين، عدد أياتها يبلغ 60 أية، وقد نزلت بعد سورة الانشقاق، وتتحدث السورة عن العقيدة والتوحيد، ومثل باقي السور المكية ذكر فيها قضية البعث والحساب والعقاب والثواب.

 

ماهي ولماذا سميت سورة الروم:

سورة الروم تم تسميتها بهذا الأسم لانها اشتملت دون باقي سور القرأن الكريم على خبر في السياسة وهو اقتتال الروم مع الفرس، وقد مانتا القوتان الأكبر في العالم وقتذاك، وكانتا متقاتلين وبينهما حروب وسجال دائم، ولكن الغلبة والفوز في هذه الحرب كانت للفرس، وهم أهل فارس الذين يعبدون النار، ويعتقدون ان النار هي ألهتهم، وخسر الروم في تلك المعركة.

الروم هم اسم لقوم من الأقوام يقال لهم الروم وبنو الأصفر، لأنهم من أولاد الأصفر بن روم بن عيصون بن إسحاق، فيمتد نسلهم لأسحاق عليه السلام، وهم أهل الكتاب، فمنهم نصاري على ملة سيدنا عيسي عليه السلام، وتم ذكر هذا الخبر الذي حمل ماساة لهم، وقدم لهم البشري أيضا بأنهم سيغلبون من جديد وبعد مرور فترة لا تزيد عن تسع سنوات، تحققت البشري القرأنية، والخبر القرأني بنصرة الروم، وانتصر بالفعل الروم علي الفرس، وسميت السورة بهذا الأسم على اساس القصة التي رويت فيها.

قال تعالي(الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)

 

محتويات سورة الروم:

سورة الروم تتكلم عن العديد من القضايا، وأهمها القضايا التي تبحث عنها كافة السور المكية من قضايا التوحيد، وأُبات الألوهية لله وحده، ويوم القيامه والحساب والجزاء به، ومن أهم ما جاء بههو:

  • التنبؤ بما حدث من انتصار للفرس على الروم، وبما  سيحدث من انتصار للروم على الفرس في المستقبل الكريم، وهذا يثبت ان علم الغيب لا يعلمه الا الله تعالي وحده، وقد صدقت هذه النبوة فعلا، وتم انتصار الروم في فترة وجيزة.
  • تكلمت السورة عن يوم القيامة وأحوال الناس بها، وعن قدرة الله في خلقه، وكيفية أعادة احياء بعد موتهم مرة اخري.
  • ذكر الأدلة على وحدانية الله تعالي وقدرته على خلق البشر، وأحياء الأرض بعد موتها مرة اخري بالمطر، بل وقدرته على خلق اختلافات الصور والألسنة، وأحياء الناس في منامهم ومقامهم.
  • ذكر بالسورة توبيخ للمشركين على شركهم وعبادتهم للأصنام، واشراكهم بالله تعالي وحده، وهو الرزاق لهم والخالف، وبها تشنيع للمشركين، والأسباب التي توجب نزول البلاء والمحنة على الناس.
  • بها العديد من الأمثال للأمم السابقة، وايضا تنبيها لقريش على ان تعتبر من مصير المكذبين والكافرين ممن كان قبلها، حيث امرهمالله بالأستقامة، وطاعته فيما يأمرهم به.

 

أسباب نزول سورة الروم:

المقالات المتشابهة
1 من 29

علم أسباب نزول السور القرأنية هو علم كبير وواسع، وفيه اختلاف على كثير من السور بين العديد من العلماء، حيث ان لكل ايه تنفرد بسبب نزول خاص بها، ويختلف عن غيره باختلاف الأسباب المختلفة للحادثة الي استوجبت نزول السورة، والعديد من الأيات القرأنية لم يرد في نزولها سبب صريح.

في سبب نزول سورة الروم يصعب حصر أسباب نزول اياتها كل على حدة، ولكن يوجد بعض القصص التي وردت عن سبب نزول بعض أياتها، ومن هذه الروايات، انه حينما بعث كسري ملك الفرس جيشا للروم وكان قائده رجل يعرف بشهريراز سار جيشه لملاقاة الروم، وظهر عليهم، فقتلهم وخرب مدائنهم، وقطع أشجارهم، وكان قيصر ملك الروم بعث رجلا يدعي يحنس، التقي مع جيس الفرس بقيادة شهريراز في بصري، وهي منطقة بأدني الشام لأرض العرب.

وغلب جيش الفرس الروم حينذاك وبلغ ذلك الخبر نبي الله وأصحابه وهم في مكة، وشق ذلك عليهم كثيرا، وخشي النبي ان يظهر الاميون من الفرس على أهل الكتاب من الروم، وفرح الكفار وشمتوا فيهم، وحينها لاقي أصحاب النبي وقالوا لهم، انكم أهل كتاب والنصاري أهل كتاب، ونحن أميون، وقد ظهر أخواننا من اهل فارس علي أخوانكم من الروم، وانكم ان قاتلتمونا لنظهرن عليكم،

 فنزل قوله تعالي (غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ ۗ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ ۚ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)

 

وفي رواية أخري عن ابي سعيد الخدري حين قال “لمَّا كانَ يوم بدرٍ ظهرتِ الرُّومُ على الفُرسِ، فأعجِبَ المؤمنونَ بذلكَ، فنزلتْ: “الم * غلبتِ الروم في أدنى الأرض” إلى قولهِ: “يفرح المؤمنون بنصر الله”، قالَ: يفرح المؤمنون بظهور الروم على الفرس

 

فضل سورة الروم:

كتاب الله كله خير وبركة وفضل لجميع المسلمين، هو منهاج الحياة التي يجب ان نسير عليه، حتي ننعم بالراحة والسعادة والخير في الدنيا، وعلو الشأن والرفعة وزذادة الأجر والثواب في الأخرة، فخصص الله تعالي لقارئ القرأن الأجر الكبير، حيث ورد في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها)

سورة الروم من السور التي يرجع الفضل بها على المسلمين، حيث كشفت السورة ارتباطات وثيقة بين أحوال الاس، وبين أحداث الحياة حولهم، حيث جاء بها ما ضي البشرية وحاضرها ومستقبلها، ووضحت سنن الكون ونوميس الوجود، وبينت ان كل ما يدور في العالم من حركات وسكنات وأفعال وأقوال، مرتبطة ومحكومة بقانون دقيق، ومرد العالم كله لله تعالي وحده، حيث نزل بها(لله الأمر من قبل ومن بعد)

فبينت السورة ان النصرة والغلبة ليست للأخذ بالأسباب فقط، ولكن لابد ان تقترن ايضا بقضاء الله وقدره، وهذه هي الحقيقة الأولي التي يؤكدها القرأن الكريم كله، وأكدت السورة على ضرورة التمسك بالدين الأسلامي، دين النجاح والصلاح، ولا يقبل الله لعباده دينا غيره، هو الدين الذي فطرنا الله عليه، ومن ابتغي غيره فقد حاول التبديل في خلق الله، ولا تبديل لخلق الله.

 

سورة الروم:

سورة الروم نزلت بعد سورة العنكبوت وقبل سورة لقمان، وسميت بذلك كما ذكرنا سابقا بسبب ورود أسم الروم بأول أياتها، هي تتحدث بشكل عام عن العقيدة الأسلامية والتوحيد، وتحقق العديد من الغايات والمقاصد التي لا يفهمها الا المؤمنون، وتعطي لمن يقرئها جرعة من الأيمان والتفاؤل بنصر الله، حيث بها ادلة كبيرة على قدرة الله ووحدانيته وتفرده وحده بعلم الغيب.

قد يعجبك ايضا

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد