سورة الصف
61 - سُوۡرَةُ الصَّف / Surah As-Saff
مقدمة سورة الصف
سورة الصف من السور المدنية التي نزلة على رسول الله في المدينة المنورة، ويكون ترتيبها في المصحف العثماني السورة رقم واحد وستون، وعدد أياتها يبلغ أربع عشرة اية، ونزلت بعد سورة التغابن، وتقع السورة بالربع الرابع من الحزب الخامس والخمسين، من الجزء الثامن والعشرين، ونزلت بعد سورة التغابن، وهي من السور المسبحات التي افتتحت بالتسبيح، وبدأت أياتها بالفع الماضي سبح، وهو أسلوب لمدح الله عزوجل والثناء عليه.
ماهي ولماذا سميت سورة الصف:
سميت سورة الصف بذلك الأسم بسبب ذكر كلمة الصف بها، حيث قال تعالي بها( إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص9 وهي يعني صف القتال ووصف طريقة اصطفاف المسلمين بداخل أرض القتال في حين مقالتة أعداد الأسلام، وتم تشبيهم بأبلغ تشبيه وهو كالبنيان المرصوص التماسك جنب لجنب.
يطلق على سورة الصف اسم سورة الحوارين، وذلك حيث وردت قصة الحواريين مع عيسي عليه السلام بها، وهي اول سورة نزل بها قصتهم وذكرهم، وتعرف ايضا بسورة عيسي، لأن السورة ذكرت قصته عليه السلام بها.
محتويات سورة الصف:
سورة الصف بدأها الله عزوجل بالتسبيح والتمجيد له في أول أياتها، وبعدها توجه بعتاب بالرفق واللين لكافة المؤمنين، الذين يقولون مالا يفعلون، وتخالف أعمالهم أقوالهم، ونهاهم عن ذلك، فالمؤمن الحق، هو من يأتي عمله مثل قوله، واعتبر ان هذا خطأ كبير في حق المسلمين ولا يجب الاتيان به.
وتمت الأشارة لبني أسرائل ولنبي الله عيسي عليه السلام، وأنه بشر بالنبي الذي سيأتي من بعده اسمه أحمد، وانه سيكون رسول الله، ولكن عند نزول رسول الله بالقرأن كما بشر به عيس من قبل كذبوه وأطلقوا عليه العديد من الاتهامات الباطلة ومنها انه كاذب صل الله عليه وسلم.
بعدها ناقشت السورة موضوع الذين يحاربون الله ورسوله لكن الله أكد على إظهار دين الأسلام على كافة الأديان الأخري، وبعدها أخبرت المسلمين عن الطريق الواضح، والتجارة الرابحة مع الله تعالي، وهي الأيمان بالله ورسولة حق الأيمان، والبقاء على الدين الصالح مع مقارنته بالعمل الصالح.
سورة الصف من المسبحات السبح، حيث بدأها عزوجل بفعل سبح، وهذه السور السبع هي الأسراء والحديد والحشر والصف والجمعة والتغابن والأعلي،
وورد في فضل قرأتهن قبل النوم ان النبي صل الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن يرقد، ويقول ان فيهن أية أفضل من ألف أية، وقال ابن كثير إنَّ هذه الآيةَ هي: “هو الأوَّل والآخرُ والظاهرُ والباطنُ وهوَ بكلِّ شيءٍ علِيم” 13) لكنَّ الأصحَّ أو الأظهرَ أنَّ هذه الآية هي التسبيح التي ابتدأت به جميعُ السور، أمَّا الطيبي فقد قال: أُخفيَت هذه الآيةَ فيهَا كإخفاءِ ليلةِ القَدرِ في الليالِي، وإخفاءِ ساعةِ الإجابةِ في يومِ الجمُعة، محافَظَةً على قراءةِ الكلِّ؛ لكي لا تشذَّ تلكَ الآيةُ.
أسباب نزول سورة الصف:
علم أسباب نزول السور القرأنية هو علم كبير وواسع، وفيه اختلاف على كثير من السور بين العديد من العلماء، حيث ان لكل ايه تنفرد بسبب نزول خاص بها، ويختلف عن غيره باختلاف الأسباب المختلفة للحادثة الي استوجبت نزول السورة، والعديد من الأيات القرأنية لم يرد في نزولها سبب صريح.
سورة الصف من السور القرأنية التي نزلت مرة واحدة على رسول الله صل الله عليه وسلم، ولقد جاء في روايات عديدة عنها، حيث جلس نفرر من أصحاب الرسول صل الله عليه وسلم وقالوا فيما بينهم، لو نعمل أي الأعمال الصالحة أحب لله عزوجل واقرب له كي نعملها قربة لله، فأنزل سبحانه وتعالي هذه السورة، لتدل دلالة كاملة على أن الجهاد في سبيل الله هو من أحب الأعمال الصالحة التي يتقرب بها العبد لربه.
فضل سورة الصف:
كتاب الله كله خير وبركة وفضل لجميع المسلمين، هو منهاج الحياة التي يجب ان نسير عليه، حتي ننعم بالراحة والسعادة والخير في الدنيا، وعلو الشأن والرفعة وزذادة الأجر والثواب في الأخرة، فخصص الله تعالي لقارئ القرأن الأجر الكبير، حيث ورد في حديث رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال ( من قرأ حرف من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها).
ولكن فيما اختصت به سورة الصف عن غيرها من السور القرأنية هو انه ذكر بها احب الأعمال الصالحة لله عزوجل، وهو القتال في سبيله لأعلاء كلمة الحق والتوحيد، ودفع الأذي عن المسلمين وعن أرشضهم، وأعراضهم، والدفاع عن أموالهم ودمائهم، وافتتحت السورة بكلمة سبح إشارة لأهميسة التسبيح لإجلال الله تعالي والثناء عليه، وهناك العديد من الروايات والأحاديث الصحيحة التي وردت في فضل التسبيح وأهميته عند المسلمين.
سورة الصف:
سورة الصف يوجد بها العديد من العبر والدروس المستفادة، أهمها انها قامت بتسليط الضور على ضرورة وأهمية القتال في سبيل الله، ومراعاة الأحكام والضوابط الشرعية المتعلقة بالقتال والحرب، واهمية توحيد الصفوف بشكل عملي على أرض المعركة.
وقامت بالقضاء على العنصرية والتفرقة والقضاء على الخلافات الداخلية، وأعداء الأسلام يتربصون به في كل وقت وكل زمان ومكان، من اليهود والنصاري وغيرهم الكثير.